توقع الرئيس الاميركي دونالد ترامب حدوث تقدم بخصوص جهوده لوقف الحرب بين أوكرانيا وروسيا وذلك، عشية لقائه نظيره الاوكراني فولوديمير زيلينسكي. ورغم اعتباره أن زيلينسكي «ليس لديه شيء حتى أوافق عليه» في إشارة إلى خطة سلام من المقرر أن يعرضها عليه الرئيس الاوكراني، قال ترامب في مقابلة مع صحيفة (بوليتيكو) الأميركية إن الاجتماع المرتقب بينهما «قد يكون مثمرا».
وأضاف ترامب بينما كان يتحدث عن انخراطه الديبلوماسي مع نظيريه الروسي والأوكراني: «أعتقد أن الأمور ستسير بشكل جيد معه، وأعتقد أنها ستسير بشكل جيد مع بوتين»، مشيرا إلى أنه يتوقع التحدث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «قريبا».
وبعيد مغادرة زيلينسكي كييف متوجها الى واشنطن، وجهت وكالة مكافحة الفساد الأوكرانية الاتهام لعدد من النواب بتلقي رشاوى، وحاولت مداهمة مكاتب في البرلمان إلا أن القوى الأمنية منعتها.
وقالت الوكالة على تطبيق تلغرام إنها «كشفت مجموعة إجرامية منظمة تضم نوابا حاليين.. تلقوا بشكل منهجي منافع غير مشروعة» مقابل تصويتهم في البرلمان. وأضافت إن محققيها حاولوا تفتيش مكاتب للجان برلمانية في كييف، لكن قوات الأمن منعتهم.
ميدانيا، هاجمت روسيا أمس العاصمة الأوكرانية كييڤ بمئات الطائرات المسيرة وعشرات الصواريخ، ما أسفر عن مقتل شخصين وانقطاع التيار الكهربائي عن مئات آلاف المنازل، عشية اجتماع في فلوريدا بين الرئيس الاوكراني فولوديمير زيلينسكي والاميركي دونالد ترامب.
وسيركز الاجتماع بين الرئيسين الأوكراني والأميركي على قضية الأراضي والضمانات الأمنية الغربية، وذلك في إطار جهود واشنطن لإنهاء أربع سنوات من الحرب مع روسيا.
في الساعات الأولى من صباح أمس، سمعت سلسلة انفجارات قوية في كييڤ. ووفق القوات الجوية الأوكرانية، استهدفت العاصمة بأكثر من 519 مسيرة أسقط 474 منها، و40 صاروخا أسقط 29 منها.
وتسببت هذه الهجمات باندلاع حريق في مبنى سكني، ما أسفر عن مقتل شخص وإصابة 28، وفق ما أعلن رئيس البلدية فيتالي كليتشكو.
وأوضح كليتشكو أن «2600 مبنى سكني، و187 حضانة أطفال، و138 مدرسة، و22 مرفقا للخدمات الاجتماعية» انقطعت عنها التدفئة.
وقال حاكم العاصمة ميكولا كلاشنيك إن القصف تسبب أيضا بمقتل شخص وإصابة ثمانية آخرين في منطقة كييڤ.
وبحسب رئيسة الوزراء يوليا سفيريدينكو، فإن حوالى 600 ألف أسرة تعاني انقطاع الكهرباء.
واعتبر زيلينسكي قبيل مغادرته إلى الولايات المتحدة أن الهجوم الروسي على كييڤ يظهر أن روسيا «لا تريد إنهاء الحرب».
وقال «لا يريد الروس إنهاء الحرب، وهم يسعون إلى استغلال كل فرصة للإمعان في معاناة أوكرانيا وزيادة ضغوطهم على الآخرين حول العالم».
ثم أعلن أنه في طريقه إلى فلوريدا، مع توقف في كندا حيث سيلتقي رئيس الوزراء مارك كارني ويجري محادثات عبر الفيديو مع حلفاء كييڤ الأوروبيين.
وسيناقش زيلينسكي وترامب في فلوريدا الخطة الأميركية لإنهاء الحرب التي قدمتها واشنطن قبل نحو شهر. وقدم الرئيس الأوكراني النسخة المنقحة من هذه الوثيقة هذا الأسبوع، بعد مفاوضات شاقة.
وتدعو الخطة الجديدة المعدلة إلى تجميد خط المواجهة الحالي من دون تقديم حل فوري لمطالب روسيا التي تشمل السيطرة على أراض تشكل أكثر من 19% من أوكرانيا.
وخلافا للنسخة الأصلية التي اعتبرتها كييڤ مؤاتية للغاية لموسكو، أسقطت الوثيقة الجديدة مطلبين رئيسيين للكرملين: انسحاب القوات الأوكرانية من منطقة دونيتسك (شرق) والتزام أوكرانيا عدم الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو).
لذلك، يبدو من غير المرجح أن توافق روسيا على المقترح الجديد.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف الجمعة إن النص الجديد «يختلف اختلافا جذريا» عما تفاوضت عليه موسكو مع الأميركيين، داعيا إلى العودة إلى النسخة السابقة، وإلا «لن يتم التوصل إلى أي اتفاق».
وأضاف «بدون حل جذري للمشكلات الكامنة وراء هذه الأزمة، سيكون من المستحيل التوصل إلى اتفاق نهائي»، متهما كييڤ وحلفاءها الأوروبيين «بمضاعفة جهودهم لعرقلة» المفاوضات الديبلوماسية.
وبحسب زيلينسكي، ستركز مناقشاته مع ترامب على «المسائل الحساسة» المتعلقة بمصير دونباس، وهو إقليم صناعي وتعديني في شرق أوكرانيا تطالب به موسكو ويضم دونيتسك، ومصير محطة زابوريجيا النووية في الجنوب التي تحتلها القوات الروسية.
وسيتناول الرئيسان أيضا الضمانات الأمنية التي يمكن أن تقدمها الدول الغربية لأوكرانيا في إطار اتفاق سلام محتمل مع روسيا.
وقال زيلينكسي «هناك قضايا معينة لا يمكننا مناقشتها إلا على مستوى القادة».
من جهته، حذر ترامب زيلينسكي من أن لا شيء مضمونا حتى يعطي هو «موافقته». وقال لموقع بوليتيكو «لا يملك الرئيس الأوكراني أي شيء حتى أوافق أنا عليه»، مردفا «لذا سنرى ما لديه».
وأضاف «أعتقد أن الأمور ستسير على ما يرام معه، وستسير على ما يرام مع بوتين»، مشيرا إلى أنه سيتحدث «قريبا» إلى الرئيس الروسي.
وكان الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف أعلن الجمعة أن «اتصالا هاتفيا» أجري بين الروس والأميركيين، لكنه رفض الكشف عن تفاصيله لأن «نشر هذه المعلومات قد يكون له تأثير سلبي على مسار التفاوض».














0 تعليق